من وحي العيد
عمار زعبل الزريقي
• من الجميل والطريف أن يكون الفرح والسرور في الإسلام عبادة.. كغاية و هدف لسعادة البشرية وتخليص العالم من همومه وآلامه. فزراعتك للفرح ونشرك للابتسامة, وتعبك من آجل الآخرين من المتعبين والضعفاء, اهتمامك بكل من حولك, أن تعيش من أجل الغير, كل ذلك من مقاصد هذا الدين.. لذا عيدنا فرح, والفرح غاية مهمة يسعى إليها الإنسان, مظهر من مظاهر السعادة, والتعالق الروحي مع السماء, فهو ثقافة وصناعة خلاقة, لا يجيد صنعها الكثير من الناس, إبداع وخلق نبيل يسمو بالإنسان, يرتقي به, يجعله أكثر التصاقاً بالمبادئ والقيم والمثل الراقية..
• قمة الحياة أن نحيا العيد بسعادة وفرح, أن ننثر الابتسامات الصافية الودودة, نعيش مع أحبابنا طفولة القلب وانطلاقة الروح, ورغد الحياة المليئة بالمفاجآت الجميلة والمدهشة, لا بد في هذا اليوم أن تتفجر في قلوبنا ينابيع الرحمات, تتفتح في صدورنا زهور الدعوات, تعلو صادحة في وجوه بعضنا الضحكات, لتتراقص وادعة من أعماق فرحتنا الدمعات. لنضع جانباً الهموم ونبني من ضحكنا أبراج النجوم, لننسى اليوم المال لنفتش في قلوبنا عن معاني الجمال, وعن بهاءات الاكتمال, لنشد إلى الغايات الرحال, لتتم بنا ولنا احتفالات الوصال.. وإن تكسرت النصال على النصال.
• العيد أيام نسجل في دفاترها الحضور, نتفنن في رسم عوالم الدهشة والحبور, وقد غدت قلوبنا خالصة نقية, وجوهنا بالبشر مضيئة بهية, تترنح أقدامنا ثملة بالحب كالطيور, تغرد بالشوق بالأمل بالسرور.
• العيد في أسمى تعاريفه البياض وفي أرقى صوره الصفاء, الانفتاح لا الانقباض, فلنبتعد عن السواد لنهجر في يومنا هذا القتامة والتجهم, مرحبين بالتفاؤل ونشدان المستقبل الواعد.. فهو الفرصة العظيمة لتنقية القلوب وتجديد الحياة, الجار مع جاره, الأخ مع أخيه, الزوج مع زوجه .. مفسحين المجال لتتجلى السلوكيات وتبرز الأخلاقيات, فنفهم حديث " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
• من أجمل معاني العيد الطفولة, البراءة في أرقى صورها, الطفولة عنوان الفرح, ومدعاة الابتسامة وسر السعادة الخالص, فيجب في هذا اليوم أن نتعلم زرع الفرح في هذه الشريحة الكبيرة, فنعلمهم حب الحياة, وكيف يكونوا فيها إيجابيين وفاعلين في المستقبل.
• من مشاهد العيد التي يجب أن نحرص عليها مجالس المودة والتراحم , نعلن فيها مواثيق الحب, لتنمو فينا القيم الأخلاقية, وتعلو مفردات التآخي والتعاون والبذل والعطاء عن سواها من المفردات, التي تؤصل للتفرق والتمزق والكره والبغض, ونحن في مرحلة ننشد فيها التوحد والبناء والنهوض, في ببلد طالما ظل يئن لقرون تحت الظلم والتشتت والضياع والحزن البليد!!.