إنها قصة حبي
عشت فيها بيقيني
وسرت في طرقاتها بكياني
سقيت أيامها بمداد عيني
وحملت ذكراها في قلبي
عشت فيها بكل جوارحي
وأصبحت صفحات في حياتي
اذكرها مع كل همسة
وأناجيها مع كل نسمة
اذكرها مع اشراقة الشروق
واذكرها مع إطلالة الغروب
أناجيها من بعيد
وأناديها وهي في الغيب البعيد
ومولد حياتي
وصورة أيامي
على مرآة ذاتي
كيف أنساها
وقد عشت فيها بحب ووجــــد
كيف أنساها
وهي قطعة من قلبي
أصبحت ذكراها لا تغيب عني
كيف أنساها
وهي لحظات جميلة
وأوقات سعيدة
أصبحت طيف أحلام
وخيال وأوهام
أتخيلها في كل مكان....هناك
على شرفات الجدول الرقراق
وتحت أغصان الشجر
وفوق ربى التلة البعيدة
أتخيلها في كل مكان...
حتى في منامي لم تكن تفارقني
وفي يقظتي المح طيفها
واحس بوجودها
وأهوى قربها
وأتمنى وصالها
واعشق الأرض التي مشت فيها
إنها قصة حبي ..القديم
ذهب فلم اعد أراه
إلا طيف أشجان يراودني حينا فحينا ...يزورني
فأقف معه على تله كنت أراها قديما
انظر إلى ذكراها
واحن إلى أيامها
واعشق لياليها
هل يا ترى...تعود الأيام التي مضت
هل يا ترى...استيقظ على عبير هاتيك الأيام
هل يا ترى...تزورني تلك الليالي مع سويعات السحر الجميل
هل يا ترى .. تعتادني نغمات حبي القديم
وهمسات حبي القديم
والحنان الذي عرفته في قديم أيامي
وقفت على تلة كانت هناك
أصبحت الآن شاهده على ليالي جميله
شهدت معي أجمل الأمسيات
وأحلى الأوقات
صعدت عليها بعد أن مر بي زمن بعيد
فنظرت إلى ذاك البيت الصغير المتواضع
قد لفته الأشجار
وطافت من حوله الأزهار
وأصبح أطلال
تقف عليه البلابل والشحارير
فتصدح بنغمات حزينة
تتذكر بها الماضي
وتنشد فيها الحاضر
وترى في نشيدها المستقبل البعيد
نظرت إلى ذاك البيت
فهاجت في نفسي الأشجان
وثارت في روحي الأحزان
أشجان على الماضي البعيد
وأحزان على تلك الليالي
وفيها قصة حبي
من ذاك البيت الصغير المتوارى خلف الأشجار كالعذراء الجميلة
نشأت قصة حبي
سقيت أيامها بمداد الحنان والحب النابع من عيون قلبي
من ذاك البيت الصغير
كانت قصتي مع الحب
وقصتي مع الذكرى
وقصتي مع الحنين
وقصتي مع الوجــــد
وقصتي مع الحنان
وقصتي مع الوفاء
أسندت ظهري إلى تلك التلة البعيدة
وأطلقت لعيني العنان
وسرى فكري ...يجوب أركان الدنيا
ويحث السير في طرقات الماضي البعيد
عله يفوز بذكرى غالية كنت قد أودعتها هناك
عله يفوز بذكرى جميلة كنت قد خبأتها هناك
رجع اليّ فكري حزيناً
قد أتعبه السير
وألقاه الحاضر بعيداً عن الماضي
رجع اليّ فكري
يحمل بين يديه ذكرى كنت قد جعلتها عند ذاك البيت الصغير
أهدى اليّ الذكرى .. وتولى عني بعيداً
وانشد باكياً على هاتيك الأيام التي دفنت عند عتبات ذاك البيت الصغير
ضممت الزمن بعيني
واحتويت الماضي بفكري
فلا الزمن رجع اليّ
ولا الماضي عاد اليّ
لقد ماتا ودفنت ايامهما ولياليهما عند تلك الشجرة
بجانب ذاك البيت الصغير ...
رجعت إلي نفسي
وهويت بروحي
وألممت ذكرى كادت أن تغيب عن عيني
وكيف تغيب ذكراي
وهي الشاهدة على قصة حبي
وكيف أنسى ماضي القديم
الذي عشت فيه بجماله
وعنفوانه
ووداده
غابت عن عيني تلك الأيام
وهربت من أمامي تلك الليالي
وتولى عني الماضي
ولم يبقى منه...إلا ...
..ذاك البيت الصغير
وذكرياتي القديمة
وقصة حبي
ناجيت نفسي وأنا على تلك التلة المطلة على ذاك البيت الصغير
وقد دنت الشمس من المغيب
وحان الرحيل
فنطقت روحي
وخاطبت نفسي
ذكريات داعبت فكري وظني
لست ادري أيها اقرب مني
هي في سمعي على طول المدى
نغمٌ ينساب في لحن أغن
بين شدو وحنين
وبكاء وأنين
كيف أنساها وسمعي
لم يزل يذكر دمعي
وأنا ابكي مع اللحن الحزين
إنها قصة حبي